ArbawI
المساهمات : 75 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: آجلس عند النعال الإثنين مايو 19, 2008 7:05 pm | |
| آجلس عند النعال
اجلس عند النِّـعـال !! أهـذا قـدرك ؟ أترضى بهـذا ؟ أيسرّك أن يجلس الناس في مُقدّمـة المجلس وفي صدره وتجلس أنت حيث توضع النِّعال ؟ أهانت عليك نفسك إلى هذه الدرجـة ؟
لا تقل لماذا وضعتموني عند الحذاء ؟ ربما كنت أنت من اخترت لنفسك ذلك المكان ! وربما تكون قد وضعت نفسك في ذلك الموضع !
كـيــف ؟
عندما تأخّـرت وقد أخبرناك أن المقاعد محدودة ومحجوزة عندما حـثثناك على الحضور مُبكّراً فلا تلمنا ولُـم نفسك
تخيّـل أنك أنت الذي يُقال له هذا القول هل سترضى بذلك لنفسك ؟
أجـزم بأن الجـواب : لا . لن أرضاه لنفسي ، فنفسي عليّ عزيزة !
الجلوس عند النعال هو حـال المتخلّفين والمتأخرين عن الجُمعة والجماعات دون وجود عُـذر حتى ترى بعضهم ربما أزاح الـنّـعال ليصفّ بين صفوف الأحذية ! وربما كان معه سجادة صغيرة ، وربما رضي لنفسه بالدُّون قال ابن الجوزي رحمه الله : لا يرضى بالدُّون إلا دنـيء ! فهل رضيت لنفسك أن تتأخّـر حتى يكون مكانك عند النعال ؟ ماذا لو كان ذلك في مجلس من مجالس الناس ؟ إن من تأخّـر أُخِّـر ! وقد رأى في أصحابه تأخراً ، فقال لهم : تقدموا فائتموا بي ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله . رواه مسلم . إننا لا نرضى لأنفسنا أن نُجعل في المؤخرة فيما يتعلق بأمور دنيانا فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!
قال ابن الجوزي رحمه الله : إن هممت فبادر ، وإن عزمت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخِر .
إننا لا نرضى بالصف الآخر في الوقوف عند إشارات المرور ! ولا نرضى بالصف الآخر عند ركوب الطائرة ولا نرضى بالصف الآخر في الدراسة ولا نرضى بالصف الآخر حتى عند الخـبّـاز أو الفوّال !
فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟! ونقف في الصفوف الأخيرة وربما وقفنا فيما وراء الصفوف الأخيرة !
وربما قلنا - مُعللين لأنفسنا - : يكفي أن ندخل الجنة ، ولو وقفـنا عند الباب !! عجباً ! وكأننا ضمنا النجاة من النار وكأننا زُحزحنا عن النار وكأن لدينا ضمانة بدخول الجنة !
إن صكوك الغفران هي شأن النصارى والرافضة !!
لا شأن أهل السنة وعالي الهمّـة لا يرضى بغير الجنـة وعاليـة الهمـة لا ترضى بغير الجنة
فيا أخوتاه : لنَجْري ونركض ونسارع ونُسابق إلى منازل الأبرار فقد جاء الحثّ على ذلك ( وَسَارِعُواْ ) ، ( سَابِقُوا ) ، ( فَلْيَتَنَافَسِ )
وليكن حداؤنا : ركضـا إلى الله بغـير زاد = إلا التقى وعمل المعاد والصبر في الله على الجهاد = وكل زاد عرضة النفاد غير التقى والبر والرشاد | |
|